” شهر الحب “
بقلم هيفاء الزويد
ها قد أقبل رمضان, رغم كل الأحداث حولنا.. حاملاً فوانيس الحياة, نجده كل عام باذخ العطاء والجمال.. حاملاً في طيات لياليه الحب والتسامح والعطاء, يروي لنا كل ليلة حكايا الجدات وأجمل الذكريات من رمضان سبقه ذات زمان, ويحمل على عاتق روعته لمة الأحباب التي اعتادت عليها العائلة السعودية والعربية أيضاً.. وضحكة الاطفال وهم يستشعرون اختلاف هذا الشهر ويستمتعون به, وقيم تبنى وقرارات تغيير وعادات تبتر لتطيب الروح ويشفى الجسد فقط لأنه رمضان.
وها هو الحب بالطريقه الرمضانية يطرق أبواب الجيران قبيل كل غروب ليذيقهم اطباقاً رمضانية متنوعه وممزوجة بحق الجار على الجار.. وبنكهة روحانية, وها هو يجمع أبناء الحي ليسهروا بأمان يلعبون الكرة ويتبادلون الطرائف والحكايات والتحديات فقط لأنه رمضان, وللنساء طقوس لييست كباقي الأيام فهن يسرن بحرية وبوقار نحو المساجد وبعد الصلاة يتعرفن على الجارة الجديدة ويقدّرن الكبيرة ويتناقلن أخبار العام في بضع لحظات.
وعند الاشارات المرورية وفي الطرقات تظاهرة مميزة وتسابق على الخير لا تضاهيه أي تظاهرة, ومهما كانت الأهداف.. يتمثل الخير كله في علب إفطار مضافة لها ابتسامة.. فقط في رمضان, والأجمل على الاطلاق.. المساجد عندما تصدح بالتروايح وتمتلئ المآذن بالدعوات لكل ميت وفقير ومحتاج ومكروب ومبتلى ومريض في كل البلاد, و المساجد عندما تمر بها قبل اذان المغرب سترى كرنفال عطاء مميز وشباب ورجال وأطفال يستلذون بكونهم جزء من كيان.. لهم دور في البنيان, لوحات علقت على جدران المساجد بكل اللغات (هنا افطار صائم) صورة انسانية مميزة..
تجمع عدة جنسيات ودين واحد, تؤجج المشاعر وتترجم معنى الإسلام, فقط لانه رمضان شهر الحب بلا منازع .
...
منقووول ...